منذ بدأ اضراب الاسرى في 17 نيسان الماضي، وهناك حالة من ازدحام الاخبار والاحداث الفلسطينية السياسية والخلافية الفصائلية وغيرها، بعضها يجيء بشكل موضوعي، والبعض الآخر بشكل مصطنع، للدرجة التي يمكننا فيها القول انها تزاحمية اكثر منها ازدحامية، نذكر منها على سبيل المثال، وثيقة "حماس" الجديدة، وما تلاها من انتخاب اسماعيل هنية خلفا لخالد مشعل. لقاء ترامب في البيت الابيض وما سبقه من اعداد وما تلاه من تقييمات وتعقيبات وامتداحات وانتقادات. ازدياد حدة التحريض بين الحركتين الحاكمتين في الضفة وغزة والتي اعقبت قرارات قطع الكهرباء وحسومات الرواتب ما عكس ذاته على خيم الاعتصام في الضفة التي منعت رفع اية راية لـ"حماس"، وقيام أجهزة غزة باعتقال العشرات ومنعهم من التضامن. منع المناضل خضر عدنان من دخول خيام التضامن بدعوى انه يحرض على التنسيق الامني. الانتخابات البلدية التي رفضتها "حماس" في غزة وعارضتها الجبهة الشعبية في الضفة. حتى جاء بيان اللجنة الوطنية لإسناد معركة الحرية والكرامة الاخير الذي دعا السلطة بالإعلان الفوري عن وقف كافة أشكال التنسيق مع دولة الاحتلال، وتعليق الانتخابات البلدية.
في المحصلة، فإن وسائل الاعلام الرسمية التابعة للحركتين الحاكمتين، أقصت اخبار الاسرى الى الدرجة الثانية واحيانا الثالثة والرابعة، حتى جاءت الاخبار المضادة المتمثلة في الفبركة المعادية والتي نشرت مؤخرا صورا لمروان البرغوثي قائد الاضراب بلا منازع وهو يتناول طعاما، ليس فقط من باب انه فك اضرابه، بل انه يخدع رفاقه، فيصومون وهو يأكل. وهي مسألة رغم ركاكة فبركتها ودونيتها، الا ان اجهزة الاحتلال المفلسة، غامرت بنشرها.
إن التخوف من الاسرى واضرابهم، لا يقتصر على السجان المتمثل بحكومة الاحتلال، بل يمتد ليطول آخرين في الساحتين المحلية والاقليمية، هذا ما دفع مجلة "نيوزويك" الامريكية في عددها الاخير التحذير من استشهاد مروان البرغوثي من انه سيحدث انتفاضة قاسية، "ان البرغوثي هو الشخصية الوطنية الفلسطينية الوحيدة التي يمكن أن توفر حل الدولتين، إن وفاته لن تؤدي فقط إلى انتفاضة متعاقبة قوية، بل ستكون المسمار الأخير في نعش الحل، وفي الوقت نفسه، فإن طموح إسرائيل لبناء تحالف مع ما يسمى بالدول العربية السنية الواقعية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة سوف يتعرض للخطر بشدة"..!
*** *** ***
لك الملايين ابناء بلا عدد / فلست وحدك يا أما بلا ولد.
إن يغلقوا بيتنا الدامي فقد فتحوا لنا الزنازين بيتا شامخ الزرد.
هو الكفاح فخطي يا مطارقه / بقيد مضطهد تاريخ مضطهد.
أماه مهما احتواني القيد منفردا / فإنني بنضالي غير منفرد.
وان يعضّنا ناب الجوع مفترسا / فقد عجنّا رغيفا من ضياء غد.
من لم تودع بنيها بابتسامتها إلى الزنازين لم تحبل ولم تلد.
"معين بسيسو"