شاركت في اللقاء المنظم من قبل "ملتقى فلسطين" الذي استضاف الاكاديمي والكاتب د. خالد الحروب بصدد كتابه الذي يحمل عنوان "المثقف القلق في مواجهة مثقف اليقين".
تتركز الفكرة عند د. خالد بالمثقف الذي ينزاح الى منطقة الوسط بعيدا عن الأيديولوجيا الحزبية الضيقة والذي يبحث عن القواسم المشتركة.
يسجل للدكتور الحروب بلورة ونحت هذا المصطلح الجديد الذي يتجاوز مفهوم غرامشي عن المثقف العضوي أو المشتبك مع هموم الوطن والمواطن أو كذلك المثقف الناقد ويلعب دورا باتجاه بالتغير الإيجابي.
يؤكد د. خالد أن المثقف القلق هو الذي يقع بالوسط بعد أن يزيح غيوم الأيديولوجيا عنه وبالتالي يقترب من المنطقة الوسطى سواء كان من جذور اسلامية او ماركسية او قومية.
والسؤال هنا يكمن بالتالي:
هل المنطقة الوسطى هي الأحرى بتعريف المثقف؟
وكيف يمكن أحداث تأثيرات المثقف بدون الأدوات اللازمة لذلك وبالمقدمة منها الحزب السياسي والذي يعتبر أداة مركزية بالتغيير السياسي؟
أرى أن المثقف يجب أن يلتحم بقضايا شعبة الوطنية والمعيشة. وعليه فإن نحت مصطلح "المثقف القلق" الذي يقع بالمنطقة الرمادية دون الارتباط بالبعد الطبقي والوطني ينطوي على سيولة فكرية ومفاهيمية حيث يغيب دور المثقف بالتغيير السياسي والاجتماعي.
واعتقد ان د. خالد الحروب بحاجة الى مراجعة هذا المفهوم الملتبس وذلك باتجاه العودة إلى فهم غرامشي والخاص بالمثقف العضوي والمشتبك والناقد.
والسؤال هنا يكمن بأن "المثقف القلق" هل يعني البعد عن العنصر الأيديولوجي؟
وهل أن المثقف الماركسي او الإسلامي او القومي ليس قلقا؟
هل يكون قلقا فقط اذا ابتعد عن العنصر الأيديولوجي؟
أرى أن د. خالد الحروب لم يكن دقيقا في نحت مفهومه النوعي، وارى كذلك أن المثقف هو المنتمي للقضية الوطنية والطبقية، اما الحديث عن مفهوم وسطي فهو بحاجة الى إعادة تقييم حيث لا قيمة للمثقف بدون عنصر التغيير.