لم يكن الشهيد ياسر عرفات شخصية عادية..
لقد قاد الثورة الفلسطينية المعاصرة وعمل على إعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية والتي تم الاعتراف بها ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا على المستوى الدولي عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى المستوى العربي من خلال مؤتمر الرباط للجامعة العربية عام 1974.
ما ميز ياسر عرفات قدرته على بلورة الهوية الوطنية الفلسطينية في مواجهة سياسة الاحتواء او الهيمنة الأمر الذي جعله يدفع ثمن فكرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل.
رغم البرغماتية العالية التي كان يتميز بها ياسر عرفات وذلك بخصوص المناورات والمبادرات السياسية الا انه وبنفس الدرجة وبشكل أكثر قوة كان يتميز بالصلابة والصمود وعدم الانحناء للعواصف. لقد أثبت ذلك في حصاري بيروت عام 1982 والمقاطعة عام 2002.
كانت بوصلته فلسطين وطموحه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وكان يتميز بالنفس الوحدوي والحرص على الوحدة الوطنية واستقطاب كافة الفصائل والأحزاب في إطار المنظمة وذلك بالرغم من بعض الانتقادات حول آلية اتخاذ القرار وضرورة تحقيق القيادة الجماعية والديمقراطية.
لقد كان يتقن فن إدارة الاختلاف داخل البيت الداخلي الفلسطيني في إطار الوحدة.
ويستطيع التاريخ أن يسجل أن الشهيد ياسر عرفات كان رمزا للهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة لشعبنا. ولقد عرف العالم قضية فلسطين من خلال ياسر عرفات الذي أصبح من رموز حركات التحرر الوطني بالعالم اي مثل غاندي ومانديلا.
يسجل لياسر عرفات تمسكه بالثوابت الوطنية ورفضه لأية مقترحات تتجاوزها، وهو ما أدى الى أن يدفع الثمن حياتيه من أجلها.
عزاؤنا انه ترك لشعبنا إرثا وطنيا ومأثر بالتضحية والصمود يعتز بها.