غزة هي اللاوعي الجمعي الفلسطيني، "اللاوعي الوطني،" مكبّ النفايات القذر، حيث يتم الإسقاط النفسي- الطبقي، نكرهها لدرجة انها "دائماً في القلب"؛ عورتنا المكشوفة، الرائحة الفلسطينية الكريهة، ذلك "الجزء الاصيل من الوطن" الذي نتمنى أن يغرق في البحر، تجبرنا على كيل المديح لها ونحن نتمنى زوالها.
الفلّاحة، البدوية، الغجرية، العبدة، السوداء، القبيحة، المتوحّشة، المتخلّفة، الرجعية، الإرهابية، الفقيرة، الجائعة، المحافظة، المتديّنة، التقليدية، البرصاء، ذات اللهجة القبيحة، كارهة الفنون والموسيقى، جالبة المشاكل، المحجّبة، المنقبّة، مجعّدة الشعر، الزوجة الرابعة، محدودة الذكاء..
حجمها صغير وصوتها مرتفع، مزعج، نشاز..
ما أجمل فلسطين لو لم تكن غزة جزءا منها..!
لكل مجتمع وجهه الآخر، "الهندي الأحمر"، الأفريقي الاسود، الغجرية الوقحة، الداليت الهندي، أما نحن فلنا غزتنا..!
حتى فلسطين جعلتها في "مؤخرتها!" زائدة دودية تسبب التهابات حادة وصداعاً مزمنا. لا حاجة لها. فلنرسم خارطة فلسطين بلا تلك الزائدة. لن يلاحظ أحد غيابها، فهي خارج التاريخ والجغرافيا، لا تنطبق عليها قوانين الطبيعة، لا تحب أبناءها، أمهاتها أدمنّ لبس السواد. رجالها يولدون بلحى سوداء، لا فرح فيها ولا سعادة، هي بروفة لجهنم كما وصفتها الكتب السماوية. فلنعلّم أطفالنا أسماء كل مدن وقرى فلسطين من شرقها لغربها، ومن شمالها لوسطها، من الناقورة إلى النقب، ومن نهر الأردن إلى البحر المتوسط، ولنمحو غزة من وعي الجيل القادم مرّة وإلى الأبد..!
كم نكرهك يا غزة (وإن كنا لا نستطيع البوح بذلك).